Al Mustaqbal: لقاء المذاهب الدينية: وهب الأعضاءعمل مشروع

الثلاثاء, مايو 3, 2016

برعاية وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور وحضوره، نظمت اللجنة الوطنية لوهب وزرع الأعضاء والأنسجة البشرية (NOD-Lb) لقاء المذاهب الدينية اللبنانية لدعم برنامج وهب وزرع الأعضاء بعد الوفاة في فندق هيلتون ميتروبوليتان في سن الفيل، وذلك بحضور ممثلي المراجع الدينية في لبنان وأعضاء مجلس العلماء المسلمين وحشد من رجال الدين ومسؤولي اللجنة الوطنية والفنانين برناديت حديب وندى بو فرحات وشربل زيادة الذين شاركوا في اعداد إعلان تلفزيوني عن أهمية وهب الأعضاء. 
ووقّع كل من الوزير ابو فاعور وممثلي المذاهب كافة على بطاقات التبرّع كي يكونوا قدوة في مجال التبرع بالأعضاء. 

قدمت اللقاء الإعلامية ماغي عون، مشددة على أهميته لناحية إلغاء اللغط في شأن آراء الاديان السماوية في مسألة وهب الأعضاء.

ثم ألقت المنسّقة الوطنية للهيئة الوطنية لوهب الأعضاء فريدة يونان كلمة تضمنت ثلاث توصيات تدعو إلى تعميم الرأي الرسمي للمرجع الديني على كل رجل دين في المدن والقرى والأحياء في كل لبنان، مع الطلب بنشر رأي المرجع الرسمي للناس وليس الرأي الشخصي لرجل الدين. كما دعت إلى إدخال ثقافة وهب الأعضاء في كل مدارس وجامعات الفقه واللاهوت ونشرها من خلال مراكز العبادة (الكنائس والجوامع) في فترة الصوم وخلال شهر أيار حيث يصادف فيه اليوم اللبناني لوهب الأعضاء (الأحد الثاني) وإعطاء فسحة لهذه القضية في كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة الخاصة بكل مرجع ديني. وشددت على ضرورة تأمين الدعم الحكومي المستمر للهيئة الوطنية للاستمرار بعملها.

كلمة الفنانين ألقتها بو فرحات، فتعهدت الاستمرار في التشجيع على وهب الأعضاء من خلال أعمال فنية واصفة الوهب بالخطوة الجريئة والإيجابية جدا. 

ثم تحدث صاحب فكرة اللقاء المستشار الأول للمحكمة الشرعية القاضي الدكتور الشيخ يحيى الرافعي مؤكدا أنه أوصى عائلته وزملاءه بالتبرع باعضائه ،معتبرا أن الحي خير من الميت.

ابو فاعور
وقال ابو فاعور: شاءت الأقدار أن أكون في وزارة الصحة وأرى الكم الهائل من معاناة الأشخاص الذين يحتاجون إلى اعضاء، وعندما لا يتوفر حل من العائلة يكون الخيار انتظار الموت أو البحث عن واهب مقابل بدل مالي اي تجارة الأعضاء. 
وشدد على ضرورة التوعية حول ثقافة وهب الأعضاء خصوصا ان الموقف الديني لا يمنع هذا الأمر لا بل يحفزه. 
أضاف : ليس بسيطا على الإنسان أن يوقع على بطاقة وهب اعضائه، ولكن الأكثر أهمية من ذلك هو أن هذا القرار يجعل من الموت حياة. 

ممثلو الأديان
وألقى ممثل السيد علي فضل الله الشيخ زهير قوصان كلمة ذكّر فيها بفتوى العلامة السيد محمد حسين فضل الله حول وهب الأعضاء، وأبرز ما جاء فيها أنه يجوز للمريض أن يستعين بأي عضو من أعضاء الكائنات الأخرى من أجل معالجة مرضه. كذلك فإنه يجوز للإنسان حال حياته أن يهب من أعضاء جسده ما يمكنه الإستغناء عنه، إما لوجود شبيه له يُكتفى به في وظيفته، كالكلية الواحدة، أو لكونه زائدًا في الجسد، كبعض العظام والأوردة، أو لكونه مما يتجدد كبعض السوائل والأنسجة بدون فرق بين ما لو كانت الهبة لمسلم أو لغيره.
وجاء في كلمة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز ،التي ألقاها القاضي الشيخ غندي مكارم أن الموقف الشرعي المعتمد في موضوع وهب الأعضاء لدى مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز هو ترك الحرية للمرء وفقا لإرادته ومشيئته واختياره، على أن يكون الواهب بالغًا وصحيح العقل وموافقا على الوهب من دون ضغط أو إكراه. 
ثم تحدث ممثل نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى قاضي الشرع سعد الله الحرشي فقال إنه من الجائز وهب عضو من الأعضاء لإنقاذ نفس أو منع هلاكها أو رفع الضرر البالغ عنها، شرط أن لا يترتب عليه في ذلك تلف نفس الواهب أو إدخالها في هلكة أو تمكين الضرر البالغ منها بما يخالف «ميزان المهم والأهم» بمعناه الشرعي والعقلي. 
بدوره، أوضح ممثل متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس، الاب جورج ديماسي موقف الكنيسة الأرثوذكسية من وهب الأعضاء فاعتبر أن هذا الوهب يمثل شكلا مميزا من الشهادة للمحبة، وتشجع الكنيسة ممارسته لأنه يعالج، لا بل ينقذ حياة كثيرين. 
بعد ذلك، تحدث ممثل مفتي الجمهورية الشيخ بلال الملا فقال إن مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي في دورته الثامنة المنعقدة في مكة المكرمة أعلن أن «أخذ عضو من جسم إنسان حي وزرعه في جسم إنسان آخر مضطر إليه لإنقاذ حياته أو لاستعادة وظيفة من وظائف أعضائه الأساسية، هو عمل جائز لا يتنافى مع الكرامة الإنسانية بالنسبة للمأخوذ منه. كما أن فيه مصلحة كبيرة وإعانة خيّرة للمزروع فيه، وهو عمل مشروع وحميد إذا توافرت فيه شروط أبرزها أن لا يضر أخذ العضو من المتبرع به ضررا يخل بحياته العادية، وأن يكون إعطاء العضو طوعًا من المتبرع دون إكراه.
ثم شدد ممثل البطريرك الماروني أمين عام اللجنة الأسقفية لرعوية الخدمات الصحية في لبنان الخوري إدغار الهيبي، على القيمة الأخلاقية لهبة الأعضاء وزرعها، ضمن احترام بعض الشروط التي تتعلق بالواهب وبالأعضاء الموهوبة أو المزروعة.