Assafir: الدين يشجعها والأطباء يحثون على التبرّع ندوة وهب الأعضاء في الصفدي

الجمعة, فبراير 13, 2009

"طرابلس ـ السفير"

نظمت اللجنة الوطنية لوهب وزرع الأعضاء والأنسجة البشرية وبالتعاون مع «مؤسسة الصفدي» ندوة حول وهب وزرع الأعضاء، برعاية رئيسة المؤسسة منى الصفدي في وذلك في مركـز الصفدي الثقافي في طرابلس.
في البداية شرح الدكتور خوسيه بو غصن حالة «الموت الدماغي»، لافتا إلى أنه «نزولا عند طلب دار الفتوى، تم اعتماد طبيب شرعي ضمن لجان الأطباء للبت في أمر حالة الموت الدماغي لدى المريض، ليصار بعدها إلى الإعلان عن إمكانية استئصال عضو منه بعد موافقة الأهل». محدداً ثلاثة أنواع من الواهبين: «الواهب الحي، الذي يهب كلية واحدة، نصف كبد، رئة واحدة، نخاعا عظميا. والواهب المتوفى دماغيا الذي يحافظ على الدورة الدموية والتنفس اصطناعيا، فيهب كل الأعضاء والأنسجة. أما الواهب الثالث فهو المتوفى بعد توقف القلب والتنفس ويهب الأنسجة فقط».
ثم قدم الشيخ نزيه خالد مداخلة أشار فيها أن «الله أعطى الإنسان حق النفع والانتفاع بأعضائه»، لافتا إلى ضوابط يحددها الدين الإسلامي، «كأي تصــرف يسري بالمرء إلى الموت أو الإضرار للحــياة». وتناول الشيخ خالد حالتين يلحــظهما الدين الإسلامي في الوهـب: الأولى عند نقــل العـضو من حي إلى آخر، والثانـية عند نقـل العـضو بعد الموت.
من جهته رأى الأب لويس خوند أن «العقل يقضي بتسليم الأمر إلى الأطباء ولا رأي للكنيسة في توقيت موت الإنسان، مع الحفاظ على مبادئ أخلاقية لا تجيز للإنسان قتل نفسه»، داعيا الجميع إلى التوصية بوهب أعضائهم بعد الموت، مؤكداً أن الكنيسة تجيز وهب الأعضاء من قبل أشخاص لا يزالون على قيد الحياة أو بعد وفاتهم، «انطلاقا من القرار الحر للواهب أو من يمثله في حالة الموت، وهو عمل أخلاقي مسموح به دينيا، لا بل تشجعه الكنيسة وتمنحه الشرعية انطلاقاً من مبدأ المشاركة والتـضامن المطـلق لكرامة الإنسان».
أما الدكتور انطوان اسطفان، فاعتبر أن زرع الأعضاء هو العلاج الأفضل لكل عضو توقف عن القيام بوظيفته الطبيعية نهائيا، لافتاً إلى أن نسبة الحاجة للأعضاء هي أكثر بكثير من عدد الأعضاء الموهوبة، «ففي لبنان أكثر من ألف مريض بحاجة إلى زرع كلية، و500 مريض بحاجة إلى زرع قلب، و200 مريض بحاجة إلى زرع كبد، خاصة أن الأعضاء البشرية حاليا هي الأعضاء الوحيدة التي يمكن الاستفادة منها لمعالجة المرضى وإنقاذهم».
ثم تحدث الدكتور نبيل الداية عن زرع القرنية، كونها تسمح للنور بالدخول إلى شبكة العين. مشددا على «وجوب التأكد من مراحل معينة قبل زرع القرنية، بينها أن تكون القرنية سليمة فتعطي نتيجة للمريض، وأن يخضع الواهب لفحوصات شاملة كفحص الإيدز والكبد، أي القيام بدراسة علمية كاملة قبل المباشرة بعملية الزرع».
وقدمت الصفدي مداخلة أعلنت فيها استعدادها لوهب أعضائها بعد الوفاة.