Al Mustaqbal: الندوة الفرنكوفونية الدولية التاسعة في «القديس يوسف»: تعزيز السلامة والوقاية من الصدمات لدى الشباب

Friday, May 6, 2011

يسجل العالم كل يوم آلاف الوفيات الناجمة عن إصابات بالغة إثر حوادث مختلفة، وبغض النظر عن شكل الحادث، فإن الشباب هم أول الضحايا، لأنهم في مرحلة عمرية لا تعرف المستحيلات، ويشعرون بالانجذاب الى السلوكيات القصوى والنشاطات الرياضية الخطيرة. حيال هذا الواقع كيف يمكن حماية الشباب وتجنيبهم التجاوزات التي لا تحمد عقباها، وكيف يمكن عند وقوع الحوادث تدارك الصدمات والتخفيف من حدة الأضرار. إشكاليات ومواضيع عديدة ستطرحها الندوة الفرنكوفونية الدولية التاسعة حول تعزيز السلامة والوقاية من الصدمات المنعقدة، بعنوان شغف المخاطرة عند الشباب: بأي ثمن؟، والتي نظمها المركز الجامعي للصحة العائلية والمجتمعية التابع لجامعة القديس يوسف (USJ) بالتعاون مع الشبكة الفرنكوفونية الدولية لتعزيز السلامة والوقاية من الصدمات، برعاية السيدة وفاء سليمان ممثلة بوزيرة الدولة في حكومة تصريف الأعمال منى عفيش وذلك في حرم كلية العلوم الطبية طريق الشام.
ويعقد المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام، كل سنتين في أحد البلدان الفرنكوفونية. وتمّ اختيار لبنان لتنظيم الندوة لعام 2011 والتي تعالج المخاطر التي تتربص بالمراهقين والشباب بين سن 15 سنة و22.
وخلال المؤتمر، ستعلن منظمة الصحة العالمية في لبنان مشروع «عقد للعمل من أجل السلامة على الطرق 2011 2020» بهدف وضع حد للزيادة المسجلة في عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث المرور في العالم. كما ترافق المؤتمر نشاطات تثقيفية وترفيهية يقوم بها عدد من الجمعيات المحلية المعنية مثل «كن هادي»، «نادي السيارات الرياضي»، «جمعية وهب الأعضاء»، الصليب الأحمر اللبناني والدولي وجمعية EDUCA YPEER SANTE الأمن الداخلي.

الافتتاح
ترحيب من مديرة المركز هيام قاعي التي أشارت الى «أن الندوة تركز على مواضيع السلامة على الطرق والسلامة أثناء ممارسة النشاطات الرياضية والترفيهية واستعمال تكنولوجيا الاتصالات الجديدة، بالإضافة الى العنف الذي يمارسه الشباب ضد بعضهم البعض».
وتحدثت ممثلة الشبكة دانيال سان لوران عن الشبكة «التي أبصرت النور عام 1994، وتضم باحثين وجامعيين وكوادر وفاعلين ميدانيين»، لافتة الى الندوات التي عقدت منذ 1995 حتى اليوم «لكن رغم هذه الندوات، فالشبكة لا تعمل من خلال هيكلية تراتبية وتنظيمية رسمية، بل تسير بواسطة آلية مشاركة مرنة وتطوعية مجرّدة من القواعد ومن دون موازنة».
وأشار ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان سمعين صديقي الى «أن حوادث المرور من أهم مشكلات الصحة العمومية، وتودي كل عام بحياة 1,3 مليون نسمة وتتسبّب في إصابة نحو خمسين مليوناً آخرين».
وقال رئيس الجامعة الأب رينيه شاموسي «يجب أن تدفعنا المشكلة الى التفكير أكثر في السياق الذي يعيش فيه الشباب اليوم وفي الفرص الجديدة المتاحة أمامهم. ومهما كانت الضغوط المطروحة على المستوى العائلي شديدة، أن الشباب كافة غارقون في نظام علاقات لا يسعنا التحكم به».
ولفتت عفيش الى أنه «في العام 2010، قضت حوادث المرور في لبنان على 7066 ضحية، من بين القتلى والجرحى العديد من الشبان الذين تراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والثلاثين سنة»، معتبرة «أن بعض هذه الحوادث كان من الممكن تفاديها من خلال اعتماد قواعد بسيطة عند قيادة السيارة».
ورأت «إننا أمام مسؤولية مشتركة بين مختلف أجهزة الدولة والمجتمع المدني، وكل فرد مدعو الى التحلّي بحسّ المسؤولية واحترام القوانين والحفاظ على حياته وحياة الآخرين».
وأشارت الى «أن مسؤولية الدولة تكمن في تامين سلامة الطرقات بأفضل الوسائل المتاحة وإجراء دراسات علمية وتقنية في هذا الخصوص وصياغة القوانين المناسبة والسهر على تطبيقها بصرامة».
وينهي المؤتمر أعماله بطاولة مستديرة، تضم مسؤولين في الوزارات المعنيّة لطرح الإجراءات الواجب اعتمادها لحماية الشباب ومناقشة المشاريع المستقبلية.

هـ.ط